تجاوز الخط الأحمر

يمنات
بالتحرك الجديد من شمال الشمال الى الوسط يكون الحوثيون قد عبروا الخط الاحمر المذهبي بين ما كان يدعى تاريخيا “اليمن الاعلى” و “اليمن الاسفل”..
و اذا كان الهدف السيطرة على هذه المحافظات فان الحوثيين يغامرون بخوض معركة في مناطق لا يتوافر فيه السند الشعبي او العرقي او المذهبي لتحركاتها..
يتمتع الحوثيون بمجلس سياسي شاب وذكي وقادر على التقاط اللحظات لسياسية بمهارة، واتمنى ان لا يغيب عن بالهم في غمرة الحماس ان التحرك الى الوسط سيضعهم في مواجهة قاعدة سكانية سنية لديها الكثير من الذكريات السيئة تاريخيا مع الفاتحين والائمة القادمين من الشمال..
لن تكفي شعارات الثورة و”الحماية” ومحاربة الدواعش لتبرير قدوم ميليشيا لها انتماؤها الطائفي المعلن الى اراضي وسط اجتماعي يختلف معها مذهبا وثقافيا..
الخطر يطال حركة الحوثيين كما يطال كل مناطق اليمن .. فاذا نجحت حركة المقاومة في اب في وقف تقدم الحوثيين فإنها ستكون نموذجا سيتكرر في كل المناطق الاخرى التي ستنتفض ضد التواجد المسلح للحوثين..
و اذا قام التحالف على اساس “حماية السنة” ضد “تسلط الشيعة” كما هو متوقع في ظل المعطيات المذهبية والسياسية في الميدان فانه سيكون مقدمة لحرب مذهبية واسعة قد تمتلك اطرافها ترف اطلاق الرصاصة الاولى فيها لكنها لن تملك التحكم في مالاتها واتجاهاتها المنفلتة بعد ذلك..
من حائط الكاتب على الفيس بوك